جزء الخامس و تلاثون : حاروغ

0




 جزء الخامس و تلاثون : حاروغ


دخلت بسرعة لبيتي وسديت لباب بجهد ، بقات كتدق عليا وهي كتقول :كريم حل .. كريم ... طاحت قدام لباب وانا كنسمع صراخ بكاءها من داخل ، اما انا فبركت الارض وظهري على باب ، حاط يدي فشعري وفوجهي ملامح غضب وفخاطري كنقول : بعد هاد جحيم لدوزني منوو وقت لضيعتو باش نعزلوا الان جا وقتو و غاياخذ نهاية لكيتسحق ...



بقيت بارك وانا ساهي كنشوف فبلاصة وحدة ، كانت صورة لطاحت ليها من صاك مبغاتش تحيد من بالي ، كنت مزال كنحس بيديها شادة فيدي ، كنت كنسمعها كتقول : ان شاء غتكون بنت وغانسميها "عفاف" ...
تكمشت على راسي وفقلبي الم لايطاق ، علاش قتلتها ؟ علاش لأول مرة بقى فيا شي حد قتلتو ؟ لو سارة كان عندها حاروغ واش كانت غادير بحالي ؟ واش كانت غاتصفي كل من جا فطريقها باش توصل ليا؟ او لا .... صافي سكت ..
"كريم سد عينيك " ، "كريم ركب لي هاد خاتم " .. شديت فشعري فحالا غانتفوا مابغاش صوتها اخرج لي من راسي ، وقفت على رجليا ودرت قبالت لحيط ، رجعت راسي لور وبواحد قوة ضربت بيه حيط ،"وعاهد لي عطيتني ؟" ، غوت وقلت : خرجييي ليا من راسي ..عاودت ضربت راسي بحيط ... بقيت كنضرب راسي بلحيط بجنون وانا كنغوت : خرجي خرجي خرجي .. سمعاتني واليدة وبسرعة ناضت هزات تليفون عيطات للواليد وبغوات قالت : جي دابا دار كريم غايتسطى ...


مدازش بزااف تاع وقت تاجى ، بدى كيدق عليا وكيقولي حل ولا نفرع لباب ، كنت ملصق راسي مع حيط ودم كيقطر منو ، قلت : باغي نبقى بوحدي ..
قال : غاتحل ولا ولا ؟
رفع صوتي وعاودت قلت : باغي نبقى بوحدي ..
شداتو واليدة وقالت ليه : خليه .. وجراتو بعيد على باب ، اما فطحت فلارض على وجهي ، "عنداك تصحاب بلي انا لغانشري خاتم زواج"واستلمت لصوتها ، بقيت ليل كامل بهاد وضعية وراسي كان اشبه بدار خاوية داك صدى صوت الهام بقى كيطنطن لي فدماغي ... وليلة ثالثة على توالي ماقدرش ننعس ...
صبح صباح ، مكنتش عارف ساعة بالضبط لكن شمس كان ضاربة فوجهي ، شوية سمعت دقان بعدها صوت واليدة كتقول : خرج تصلي جنازة راه غايدفونها هاد صباح ...
سرطت ريقي و وقفت بصعوبة حليت باب ، شفت فواليدة وحزن باين عليها وهي كتشوف فوجهي تصلب بكثرة دمايات ، بقات كتردد بحالا بغات تقول شي حاجة وفالأخير عنقاتني بدون ماتهدر اما انا فخليت يدي عندي ...
مشيت لطواليط غسلت وجهي مزيان ، بعدها لبست جاكيطة كحلة وخرجنا انا واليد و واليدة و ختي صغيرة لكانت شادة فيدي وطريق كاملة وهي كتسولني فين غادين ؟!..
وصلنا لدرب فين ساكنة و كان زحام عند باب عل جهد و صوت بكاء مها كيتسمع فحي كامل ، ماقدرناش ندخلوا عندهم و بقينا واقفين على مقربة كنتساهم ..


وذن اذان ظهر و خرجوا جثة الهام وحطوها فسيارة نقل الاموات ، تم سمعنا داك صوت حاد لكيخرج من سيارات نقل الاموات وبدى حشد كيتحرك ، طلعات واليدة لدار عند مها بحجة انها ماتقدتش لا هي لافاطمة زهراء اشفوا ميت كيتدفن ، اما واليد فشد فيدي وقالي : يلاه لحقوا على باها ! ، دخلوها للجامع ديال درب ، صلينا ظهر تم صلاة جنازة ..
خرجنا من جامع و جا عندي واليد وبات الهام ، بقى كيهدر معايا باها بصوت متهدج وكيقولي صبر وهذا ابتلاء واعنقني ... شحال خيبة اب اعنق قاتل بنتو واحاول اتبثو بهاد كلام خاوي ...
شدوني بجوج وداوني الاول صف ، دخلنا مقبرة لقينا حفرة واجدة ،هبطوا الهام من سيارة و من نظرتي لولة للكفن بانت شي حاجة ماشي عادية ، فلجثة كاعما قدرت نعرف راسها من رجليها ، كان كفن كيبان خاوي ! ، بقيت كنشوف فيها بنطرة باردة ورجع راسي كيطنطن بصوتها ، وكانت اول ضحية لمبغيتش نعرف نهائيا كيفاش ماتت !


دفنوها وبسرعة تفرق مجمع ، بقينا انا و واليد وباها ، قال باها وهي حاط يدو على قبر : شكون قال ان دنيا قاصحة تا هاد درجة ! دنيا خطفات لي وردة كانت عاد اتبدى حياتها ، شافيا وهو مبتسم وكمل :كريم لو تعرف خاطري كيداير ، كنحس بضيق ومكرهتش نتدفن حداها على نعيش هاد لحظة ، حمد لله على كل حال ...
عنقوا واليد وقال : خاطرنا كولوا هكاك ..
درت قبضة فيدي وانا فداخلي كنقول : لو تعرف غضب لكنحس بيه هاد لحظة ...
رجعنا لدارهم ومن مفرقات مؤلمة ان كيطون لكنا غانديرو فيه عرس فسطح ، درناه جنازة فدرب ، طلعنا لدراهم ودازت عشية كاملة وانا بارك ساهي وكنسمع صوت صراخ وبكاء وشي طاح وشي انهار وشيهزوه لسبيطار ..
اذن مغرب وطلب منا باها نخرجوا للكيطون ، حيث دار ايدخلوا لها عيالات ، خرجنا ومع دخلت كيطون ايبان لي جوج طوابل عامرين ابموظفين لمصلحة ، كان معاهم مدير وحميد ، نظرات غضب باينة عليهم وغريب انه تاواحد معزاني فلفقيدة ، بداو كيضيقوا مساحات بيناتهم وكانت رسالة واضحة كتقول : ان بلاصتك ماشي معانا ...


بقيت واقف كنشوف فيهم للحظة وانا عارف ان شي حاجة دايرة بيناتهم، بركت فطبلة مع واليد وباها ومسمعين لعاد كيركبوا فماطريال ،عرفني باها بيهم وقاليهم هذا هو عريس لمكتابتش عليه لعروسة ..
شافيا داك فقيه بنظرة شفقة وقال بعفوية : شحال قاصحة !! تم سول باها وقال : باش ماتت مسكينة ؟
حنى راسو و قال : ماتت ب...
هزيت يدي قاطعتوا وقلت : مابغيتش نعرف ..
وقفت ، قالي واليد: فين غادي ؟!
قلت : باغي نبقى بوحدي ...
درت ومشيت لقنت كيطون بركت فطبلة بوحدي ، كنت بغيت تكون عندي نظرة واضحة حيث ليوم غنسالي مع كلشي ...
درت ذراعي فوق طبلة وحطيت راسي فوقهم بحال نعسة تلميذ فلقسم ،مدازش بزااف تاع وقت تاحسيت ان جو تشنج وكلشي سكت ، وفنفس وقت شعرت ان شي واحد جا و برك حداية ، قاديت بركة وانا كنشوف فموظفين بابتسامة صغيرة ، وبطرف عيني لمحت مروان بارك حداية.....
كانوا جميع موظفين كيشوفوا فينا بنص عين ، كيحاولوا مبينوهاش لكن مقدروش افوتوا نظر لجوج الاشخاص مابقى عندهم مايخسروا ، هاد جوج لناضت بيناتهم حرب نفسية ولي ذكى من لاخر هو لغايربح .
غلبات حماسة على غضب لكنت كنحس فيه ، فأنا سهرت وفكرت وتدمرت على هاد لحظة ، لحظة لكنعتبرها اخر خطوة لسارة ..


يتبع