جزء الرابع و تلاثون : حاروغ

0





 جزء الرابع و تلاثون : حاروغ



شافت فيا بعينين متلئلئين بدموع وقالت : مكنتش عارف انه شي واحد فهاد دنيا كيخاف عليا ، كريم شتي انا نموت على قبلك ...
شفت فيها بحزن ، وقلت : بلاما تبكي ..
رجعت نظري للطريق وهي معارفاش انني غادي بها للمثواها الاخير...


مسحات دموعها تم ضحكت وقالت : مكنتش عارفة ان حبيب ديالي كيتأثر دغيا !
زيرت على يديها بدون منجاوبها وبقيت غادي كنوجهها فيها كيفما بغيت ،دخلتها لواحد زنقة خاوية كانت فيها الاشغال عمومية ، وكانوا لي"باريير" سادينها من كل اتجهات حيث طريقها عاد تزفتات ...
وقفتها تحت بوطو ديال ضو و شهقت شهقة طويلة ، بدات كتسائل :علاش جبتني لهنا ؟!
بقيت شاد فيديها وانا فخاطري كنقول الى بغيتي توصل لأي حاجة فحياة خاصك ضحي ، و الى بغيت نوصل لسارة خاصني نضحي بإلهام ، هاد بنت لمكفانيش انني انا سبابها تغاتصبها شيباني وهاني الان باغي نقتلها، هاد قرار كان صعيب تا على واحد فقد كلشي فهاد دنيا ..
طلقت من يديها و وقفت قدامها و شفت فيها بملامح واحد باغي ابكي ..
قالت ببراءة : مالك ؟!
مقدرتش نهدر درت يدي فشكارة وحليت سلسلة بشوية ..
قالت : كريم قولي مالك ؟!
حطيت يدي على حاروغ وقلت بصوت متقطع : سا... سمحليا ... وبسرعة حليت كتاب فصفحة خامسة دورتو وقابلتو ليها فوجهها ...
تحلو عينيها فرعب وقالت وهي كتلكأ : هذا هو ؟! زادو تحلوا عينها ،هنا عرفت انها شافت سميتها ، وبسرعة خشات يديها فصاك بغات تجبد تليفون ..
جبدتو من جيبي و قلت : كتقلبي على هذا ؟!
قالت : تليفوني ! شوية ضحكت ضحكة صفرة وقالت : قولي احبيبة كضحك ، عودات نفس جملة لكن بصوت مرتفع : قولي كريم راك كضحك !
سديت كتاب ورديتو لشكارة بدون مانهدر ..
قالت ودموع فعينيها : ياك واعدتني ياك عطينتي عاهد بلي عمرك ماتخلى عليا ...
قلت بصوت خافت وانا مقادرش نشوف فعينيها : وفيت بوعدي ..
سكتات للحظة كأنها تفكرات نهار لشبكنا انا وياها يدينا وعطيتها عاهد بلي ماتفراقنا غا موت ، قالت : انا غانموت !! ، شوية ضربات راسها وقالت : حمارة (قصدات راسها) ..
بقيت ساكت وانا ساهي كنشوف فأرض ...
قالت : كريم شوفية واش غانموت ؟!.. كريم رد عليا ؟! خطبة وعرس؟! لحياة لحلمت نبنيها انا وياك ؟! ميمكنش هادشي يكون بصح ...غوتات بحر جهدها : كريم جاوبني !
هزيت راسي فيها ببطئ وانا كنشوفها وهي على شفى انهيار قلت بعينين مغرغرين : غدا يوم قيامة متسمحانيش ...
بداو كيترعد يديها بشكل مخيف ، وكان الامر اشبه "بنهر نيل " جاري ليها فعينها ، شوية ميلات راسها لكتفها ليمين وارتج جسمها بعنف ، جاتها صدمة عاطفية خلاتها تسمر فبلاصتها ، مابقات لا ترمش ولا تحرك ولات واقفة بحال صنم ...
بقيت كنشوف فيها .. كان منظر بشع ، بنت جاتها صدمة ولا فمها فقط لكيتحرك ، كيتحل واتسد كأنها كتمتم ..
سرطت ريقي ، قربت لعندها بست على راسها وعنقتها عناق حار ،قلت ليها فوذنيها : برب اتا نتاقم فلي كان سباب .. طاح صاك من يديها وخرجات منو تصويرة بلكادر ديالها مزوق ، كانت تصويرتنا انا وياها، شادة فيدي وهي مبتسمة وحداها شيطان ...
تقطعات ليا نفس فديك لحظة ، شفت فإلهام اخر نظرة وبعينين مدمعين والم كيعصرني قلت وانا كنغوت : والله اتا نتاقم منو ...


خشيت يدي فجيبي ودرت عطيتها بظهر ، مشيت وخليتها واقفة فبلاصتها بدون حراك ، بقيت غادي وانا عيني فلأرض وصورتها مابغاتش تحيد لي من بالي كولشي راب عليها فلحظة بنت من فرحة قدها قد دنيا كأي بنت مقبلة على زواج تقلب كلشي لطرح وغاتموت موتة متستحقهاش ...
شي حاجة فذاتي بغات تخرج لكن حاجة خرى قوى منها حابسها ،مافهمتش راسي فديك لحظة ، كنت تالف وغي غادي بدون اتجاه ،علاش كنحس بألم ؟ علاش ضميري فاق للحظة وعاود مات ؟ ...
دخلت لواحد قهوة ريحت وانا مرفوع ، جا عندي سرباي قالي : شنو تشرب ؟!
قلت بدون مانشوف فيه : بغيت كارو !
قال : شحال من واحد ؟!
قلت : كل ماعندك .
بديت نكمي بجنون ، كارو مور كارو ، تدرت سحابة دخان لدرجة طبلة لحداية مابقيتش نشوفها ، وفبالي سؤال واحد : علاش هادشي كامل ؟! ...
بقيت مريح تما شي ساعة ، نضت رجعت لدار بخطوات مكتئب ،طلعت دروج ومع غانحط ساروت فلباب غانسمع صوت واليدة كتدوي فتليفون بصوت مرعوب ، كانت كتقول وهي كضرب ففخذاها : اش هادويل اش هاد نحس كي غادي اكون حال كريم دابا ؟ ...
حليت باب ودخلت وكي شافتني وهي تحيد تليفون من وذنيها ، وبعنين حمرين بدموع قالت : لله ما اعطى ولله ماخذ ، شوية درات يديها ففمها وانهارت بلبكى ...


دخلت بسرعة لبيتي وسديت لباب بجهد ، بقات كتدق عليا وهي كتقول :كريم حل .. كريم ... طاحت قدام لباب وانا كنسمع صراخ بكاءها من داخل ، اما انا فبركت الارض وظهري على باب ، حاط يدي فشعري وفوجهي ملامح غضب وفخاطري كنقول : بعد هاد جحيم لدوزني منوو وقت لضيعتو باش نعزلوا الان جا وقتو و غاياخذ نهاية لكيتسحق ...



يتبع


********************************************